فهرس مدونة

السبت، 20 ديسمبر 2014

بمناسبة اليوم العالمي الذي أقرّته ”اليونيسكو”
المجلس الأعلى للغة العربية يكرّم الدكتور مختار نويوات


أوضح، عز الدين ميهوبي، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أن إقرار الأمم المتحدة من خلال منظمة ”اليونيسكو” ليوم عالميّ خاص باللغة العربية له دلالات واسعة، فهو اعتراف بالإسهام الكبير لهذه اللغة وللناطقين بها، في إثراء الحضارة الإنسانية عبر التاريخ.  كرم المجلس الأعلى للغة العربية، أول أمس، بالمكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة، الدكتور مختار نويوات، في ذكرى اليوم العالمي للغة العربيّة، وقال عز الدين ميهوبي في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة إن ”الرجل يمتلك حس إنتاج ”العصير” الفكري، وتركيز الرؤية في عدد قليل من الجمل، دون أن يشعرك بالملل، ثم إن الكمّ الهائل من المعلومات التي يستقيها من مصادر عديدة، ومن اجتهاد قلّ نظيره”. وكشف رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أن الدكتور نويوات ”آخذًا بأيدي عشرات الباحثين في شؤون الأدب واللغة والتراث.. لا يتعب وإن امتد به العمر، ولا يعتد بعلمه فدأبه التواضع، لا يسعى إلى رفعة وهو المكتنز علمًا ودراية، ولا يستجدي موقعًا لن يشكّل قيمة مضافة في مسيرته باحثا أكاديميا من طينة الكبار.. يكبر في عيون طلبته وأصدقائه وكل من قاسمه لحظة فكر أو معرفة”. وختم ميهوبي كلمته ”هو هكذا مختار نويوات، الكبير الذي اختار الصمت، الهادئ الذي تجنّب الضجيج، الطيب الذي يختزل قيم الجزائري الأصيلة. وهي هكذا شجرة عائلة نويوات المباركة باللغة والإيمان والوطنيّة”.

نقلا عن جريدة الخبر:
 - See more at: http://www.elkhabar.com/ar/culture/439679.html#sthash.FsjuCHiz.dpuf

الجمعة، 28 فبراير 2014


مــحمــد ديــــــب:
(1920م - 2003م)
روائــــــــــــــــــي

ولد محمد ديب يوم 21/جويلية / 1920 بتلمسان في عائلة كانت غنية و لكنها فقدت كل شيء على مر الزمن و أصبحت منذ بداية القرن الماضي في عداد العائلات الفقيرة... دخل المدرسة و عمره ستة سنوات لكن سرعان ما مات أبوه سنة 1939... انتقل محمد ديب الى وجدة بالمملكة المغربية ليواصل تعليمه .. في سنة 1939 اشتغل معلما في قرية ـ زوج بغال ـ بالحدود المغربية الجزائرية و في سنة 1945 لم يجند اليها لهشاشة عوده، وفي هذا العام اشتغل رساما و مصمما للزرابي التي كان ينسجها لبعض معارفه لبيعها و العيش من ثمنها.

- سنة 1948 زار محمد ديب مدينة البليدة و قضى حوالي شهرا في سيدي مدني ـ ... تعرف على مجموعة من الأدباء الجزائريين و الفرنسيين ـ مدرسة الجزائر العاصمة ـ منهم: (ألبير كامو) و (مولود فرعون) و (جان سيناك).... و في سنة 1949 انضم الى نقابة الفلاحين الجزائريين و سافر في مهمة إلى فرنسا للدفاع عن حقوق عمال الأرض الجزائريين.

- وفي سنة 1950 عمل صحافيا في جريدة ـ الجزائر الجمهورية ـ تصدر بالفرنسية الى جانب (كاتب ياسين) صاحب رائعة [نجمة] و خلال نفس السنة نشر أيضا في صحيفة الحرية اللسان المركزي للحزب الشيوعي الجزائري.

ونظرا لكتاباته النارية الشرطة الفرنسية تتابعه وتحذره بسبب مقالاته الوطنية الأكثر من اللازم. وفي سنة 1951 كتب إلى جان سيناك - الشاعر الجزائري الذي اغتيل بأدي مجهولة سنة 1973 بالجزائر- يخبره أنه أنهى رواية في ثلاثة مائة صفحة وفي نفس هذه السنة تزوج محمد ديب (كوليت بليسانت) التي أنجب معها 4 أولاد.

- في عام 1952 صدرت أول روايته بالفرنسية، وهي البيت الكبير من دار النشر ـ السوي بباريس ـ كان نجاح الرواية سريعا ومفاجئا للناشر، وفي أقل من شهر نفدت الطبعة الأولى و صدرت الطبعة الثانية للاشارة كانت البيت الكبير أول نبؤة بمخاض الثورة التحريرية.

وفي سنة 1954 وفي نهاية أوت صدرت رواية الحريق، وهي الجزء الثاني من الثلاثية أعلن عنها ـ محمد ديب ـ .. فور صدور هذ الرواية أنهى محمد د يب ثلاثية الجزائر بأجزائها ـ البيت الكبير والحريق والنو ل ـ كانت رواية الحريق فتيلا حقيقيا سرعان ما اشتعل معلنا و شوك نهاية الاستعمار الفرنسي في الجزائر.

- .... في سنة 1954 من شهر أول نوفمبر الثوار الجزائريون يضربون بقوة... و الكفاح المسلح ينطلق تحت راية جبهة التحرير الوطني..... في سنة 1955 صدرت أول مجموعة قصصية ل: محمد ديب ـ * في المقهى * و هي مجموعة قصصية تدخل في نفس الاطار * الحريق * الثورة الآن في تأجج مستمر قصة ـ في المقهى ـ التي تعنون الكتاب و التي هي موضوع قراءتنا قد تكون أول قصة جزائرية تؤرخ للحرب السرية ضد استعمار كما أكد الروائي و الكاتب * جلالي خلاص *.....

- في سنة 1956 ـ محمد ديب ـ يغير عمله مرة أخرى، ليعمل محاسبا لدى الخواص. وفي سنة 1957 * محمد ديب * يتشر الجزء الثالث من ثلاثية الجزائر ـ النول. وفي سنة 1959 صدور روايته الرابعة صيف أفريقي. وفي هذه السنة السلطات الاستعمارية تطرد * محمد ديب * من الجزائر. أحد محافظي الشرطة يعلق عليه بقوله ـ هذا الكاتب تجاوز الحدود، إنه فلاقي: أي بمعنى إنه إرهابي ـ... محمد ديب يختار المنفى .. أوربا الدول الشرقية باريس روما و يبدأ الضياع....

- وفي ستة 1960 السفر إلى المغرب للاقامة لفترة قصيرة وفي سنة 1961 صدور أول مجموعة شعرية لـ: محمد ديب. ويعود ككل المنتصرين إلى الجزائر، وفي السنة ذاتها أصدر أول رواياته الشهيرة ـ من ذا الذي يذكر البحر ـ فكان تحولا ملموسا في مساره الأدبي، لأنه لأول مرة يكتب محمد ديب روايته شبيهة برواية علم الخيال.

و في سنة 1963 الدولة الجزائرية تمنح ـ محمد ديب ـ بالمساواة مع محمد العيد آل الخليفة الشاعر المعروف أول جائزة تقديرية للأدب، محمد يهدي المبلغ المقدر بــ 5000 دينار جزائري الى دور العجزة و الفقراء و معطوبي الحرب.

- و في سنة 1963 شبح الحرب الأهلية في الجزائر لكن بين الأخوة يكاد يقضي على الدولة الجزائرية الفتية التي خرجت من الاستعمار الاستيطاني المتوحش. محمد ديب يتألم كثيرا للاقتتال الدائر رحاه بين الأخوة و هو الذي ضاق مرارة النفي والاستنطاقات وهكذا يقرر المنفى الإرادي ويستقر بباريس تعبيرا عن غضبه من الصراعات على السلطة في الجزائر.

- وفي سنة 1966 صدور عمل إبداعي ـ الجري على الضفة الوحشية. إنها الرواية السادسة للكاتب. وفي سنة 1966 صدور مجموعته القصصية ـ الطلسم ـ و في سنة 1968 محمد ديب ينشر روايته السابعة ـ رقصة الملك. وفي سنة 1970 صدور روايته الثامنة ـ الحرب في بلاد البرابرة ـ وبعدها تصدر المجموعة الشعرية الثانية ـ كتاب الصيغ ـ ... وفي سنة 1973 محمد ديب ينشر روايته التاسعة ـ معلم الصيد.

- وفي سنة 1974 محمد ديب يدعى كأستاذ شرفي بجامعة ـ كالفورنيا.. لوس أنجلس بالولايات المتحدة الأمريكية ـ.... وفي سنة 1975 يسافر الى فلندا للمشاركة في ملتقى أدبي و في نفس هذا العام ينشر مجموعته الشعرية الثالثة ـ العشق كله ـ... و في سنة 1976 سافر محمد ديب الى أكلا هوما حيث دعي ليكون عضوا في كلية تحكيم إحدى الجوائز الأدبية العالمية ـ بالولايات المتحدة الأمريكية.

- وفي سنة 1977 صدور روايته العاشرة ـ هابيل ـ.. و في سنة 1979 صدور مجموعته الشعرية الرابعة ـ نار جميلة ـ و في سنة 1980 ينشر أول مسرحية في كتاب. وقد سبق له أن كتب المسرح و لكنه لم ينشره للقراء انها مسرحية ـ ألف صيحة لمومس.

- و في سنة 1981 دار النشر الفرنسية: السوي [seuil] بباريس تطلب من محمد ديب أن يعيد النظر في طريقة كتابته بحجة أن كتبه أصبحت غير رائجة ـ محمد ديب ـ يرفض ويطالب ـ دار النشر السوي ـ بحقوق مؤلفاته و تبدأ الأزمة.

و قد أسر محمد ديب لأحد أصدقائه بشأن هذه الأزمة ـ بقي لهم أن يطلبوا مني تغيير اسمي.. أنا أعرف ان اسم محمد أصبح يقلق الغرب ـ و هنا أفتح قوسا للتوضيح *دار النشر السوي * و تحت ضغوط بعض المثقفين و السياسيين الفرنسيين تفطنوا إلى كتابات *محمد ديب * بأنها لا تخدم مشروعهم التوسعي و معظمها يدخل في اطار التوعية لأبناء بلاده والكشف عن نوايا المستعمر، إضافة الى توظيف محمد ديب لجميل تراثنا العربي و الاسلامي في كتاباته فكما هو متعارف عليه محمد ديب كان سفيرا لحضارة شرقية بجواز سفر مزور آلآ و هو اللغة الفرتسية . و في سنة 1982 محمد ديب ينزل بالجزائر العاصمة... الشركة الوطتية للنشر و التوزيع الجزائرية تحاول شراء حقوق نشر كتبه بالفرنسية... حينها مرض السكر ينهش جسم الكاتب الهش ـ محمد ديب ـ... المفاوضات تفشل فالوزير الأول الجزائري ووزيره للثقافة يرفضان تحويل أي سنتيم ل ـ محمد ديب ـ أو حتى للمعالجة ، و يسافر ـ محمد ديب ـ الى منفاه مرة أخرى و في سنة 1984 المرض العضال يكاد يفتك بالكاتب الكبير... في حجم البير كامو و جون بول سارتر و سيمون بوفوار و غنتر غراس..... الخ .. الأصدقاء ل: محمد ديب ـ يبلغون بعض المسؤلين الجزائريين ... لا أحد يستجيب لكن السلطات الفنلندية تتدخل و تنقذه بمنحة... ـ محمد ديب من جهته يقوم بترجمة الشعر الفلندي الى الفرنسية..

وفــــــــــاته:

- في سنة 2003 ينتقل الكاتب ـ محمد ديب ـ الى الملأ الأعلى تاركا من ورائه سيلا من الأسئلة ـ العملاق رحمه الله محمد ديب ـ أوصى قبل وفاته بدفته على التراب الفرنسي وبباريس (........).
 
(منقول)

الأربعاء، 26 فبراير 2014


أنت مقصِّر إذا لم تعرف هذا العالم الجليل . . . بحر المالكية: العلاّمة محمد باي بلعالم
1930 - 2009 . . أدرار

سيرته حافلة جدّا لذلك سأكتفي بسرد مؤلفاته فقط:

01- علوم القرآن:
ـــــــــــــــــــــــ
- ضياء المعالم على ألفية الغريب لابن العالم. (جزأين ).
- المفتاح النوراني على المدخل الرباني في الغريب القرآني.

02- مصطلح الحديث:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
- كشف الدثار على تحفة الآثار.

03- الفقه:
ـــــــــــــ
- فتح الرحيم المالك في مذهب الإمام مالك.نظم يحتوي على 2509 أبيات.
- الجواهر الكنزية لنظم ما جمع في العزية.
- السبائك الإبريزية على الجواهر الكنزية. 1049بيتا
- فتح الجواد على نظم العزية لابن باد.
- الكوكب الزهري نظم مختصر الأخضري.
- الإشراق البدري شرح الكوكب الزهري.
- المباحث الفكرية على الأرجوزة البكرية.
- أنوار الطريق لمن يريد حجّ البيت العتيق.مناسك.
- زاد السالك شرح أسهل المسالك (جزأين ).
- الاستدلال بالكتاب والسنة النبوية شرح على نثر العزية ونظمها الجواهر الكنزية (جزأين ).
- ملتقى الأدلة الأصلية والفرعية الموضحة لسالك على فتح الرحيم المالك ( أربعة أجزاء ).
- إقامة الحجة بالدليل شرح على نظم بن بادي على مهمات من مختصر خليل في ( أربعة أجزاء ).
- مرجع الفروع إلى التأصيل من الكتاب والسنة والإجماع الكفيل شرح نظم الشيخ خليفة بن حسن السوفي على مختصر خليل المسمى جواهر الإكليل في ( عشرة أجزاء ).
- شرح منظومة في الفقيه لا يحضرني اسمها الآن.

04- الفرائض:
ـــــــــــــــــ
- الدرة السنية في علم ما ترثه البرية.نظم.
- فواكه الخريف شرح بغية الشريف في علم الفرائض المنيف.
- كشف الجلباب على جوهرة الطلاب في علمي الفروض والحساب.
- مركب الخائض على النيل الفائض في علم الفرائض.
- الأصداف اليمية شرح الدرة السنية.

05- أصول الفقه:
ــــــــــــــــــــــ
- ركائز الوصول على منظومة العمريطي في علم الأصول.
- ميسر الحصول شرح على سفينة الأصول.

06- النحو:
ــــــــــــــ
- اللؤلؤ المنظوم على نثر ابن آجروم.
- كفاية المنهوم شرح اللؤلؤ المنظوم.
- الرحيق المختوم شرح على نظم نزهة الحلوم.
- التحفة الوسيمة على الدرة اليتيمة.
- منحة الأتراب على ملحة الإعراب.
- عون القيوم على كشف الغموم.

07- السيرة النبوية:
ــــــــــــــــــــــــــ
- فتح المجيب في سيرة النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم.

08- مؤلفات مختلفة في التاريخ والوعظ والإرشاد والتوجيه أهمُّها:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- الرحلة العلية إلى منطقة توات لذكر بعض الأعلام والآثار والمخطوطات والعادات وما يربط توات من الجهات (في جزأين ).
- قبيلة فلان في الماضي والحاضر ومالها من العلوم والمعرفة والمآثر.
- الغصن الدّاني في حياة الشيخ عبد الرحمن بن عمر التنلاني.
- محاضرة عنوانها كيفية التعليم القرآني والفقهي في منطقة توات.
- إرشاد الحائر إلى معرفة قبيلة فلان في جنوب الجزائر.
- المخطوطات التي لم تزل تحت وطأة القلم.
- محاضرة في الدعوة والتوجيه والإرشاد في مساجد: ورقلة – تمنراست – عين صالح – أولف – رقان – سالي – وبعض قرى توات.
- محاضرة في الدعوة الإسلامية في عهدها المكي في مركز الأرشيف في الجزائر العاصمة.
- محاضرة في ثانوية بلكين الثاني بأدرار.
- محاضرة عنوانها الرسول المعلم.

09- الفتاوى:
ـــــــــــــــــ
- السيف القاطع والرد الرادع لمن أجاز في القروض المنافع.
- شفوية و هاتفية وكتابية بعضها ذكره في رحلاته.
- انقشاع الغمامة والإلباس عن حكم العمامة واللباس من خلال سؤال سعيد هرماس.

10- الأدب:
ـــــــــــــ
- قصيدتان في الرد على ألغاز بعث له بها الشيخ مولاي أحمد الطاهري السباعي.
- قصيدتان في رثاء الشيخ مولاي أحمد الطاهري السباعي.
- مرثية الشيخ مولاي محمد الرقاني الفقيه.
- مرثية الشيخ الطالب الزاوي.
- مرثية الشيخ عبد العزيز شيخ مهدية.
- قصيدتان في الرد على الملحد سلمان رشدي.
- مجموعة قصائد مضمونها الرد على قصائد وصلته من أصدقائه.

11- الرحلات:
ــــــــــــــــــ
-عشرون رحلة مسجلة للحج والعمرة (رجب 1419هـ) ، وله عشرون رحلة للحج لم تسحل.
- رحلة إلى المغرب الأقصى.
وقد ذكر في هذه الرحلات الوقائع والعلماء والشخصيات التي اجتمع بها في تلك الرحلات.

12- التقاريظ:
ــــــــــــــــ
- له تقاريظ لمؤلفين كُثر نظما ونثرا في الحضر وأثناء السفر.

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

مـــــولـــــود مـــعـــمّـــري - Mouloud Mammeri
الروائي الذي اعترف بمكانته الدكتور طه حسين
(1917م -1989م)

- ولد الروائي مولود معمري في 28 ديسمبر 1917 بقرية تاوريرت ميمون بآث يني - ولاية تيزي وزو

- نشأ وسط أسرة ذات جاه وعلم مهدت له ظروفا مواتية لاحتضان العلم والأدب، حيث تلقى تعليمه الإبتدائي بمدرسة القرية، وهي المنطقة التي كانت ملهما قويا لمختلف الأعمال الأدبية التي أصدرها فيما بعد·

- وفي العام 1928 التحق بالمملكة المغربية وهو لم يتجاوز الحادي عشر من عمره، ودرس بمدينة الرباط في كنف عمه الذي كان من الشخصيات المقربة للملك المغربي محمد الخامس آنذاك·

- في العام 1932 عاد معمري إلى أرض الوطن، فالتحق بثانوية بوجو (ثانوية الأمير عبد القادر حاليا) بباب الواد بالعاصمة، ثم انتقل إلى ثـانوية لويس الأكبر بباريس فيما بعد·

- وفي العام 1939 جُنـِّد (الـدّا المولود) من طرف السلطات الإستعمارية، غير أنها سرعان ما أخلت سبيله سنة ,1940 فكانت فرصة للإلتحاق بجامعة الحزائر بكلية الأداب·

- وفي نفس السنة، نشر بمجلة ''أكـدال'' المغربية مجموعة هامة من المقالات المتعلقة بالمجتمعات الأمازيغية، والتي تناولها في بعد انتروبولوجي زاد من وتيرة ترقية اللغة والثقافة الأمازيغتين، كما شارك أيضا في الحملة العالمية لمناهضة الحرب العالمية الثانية·

- وفي العام 1942 أعيد تجنيده بعد الإنزال الأمريكي، فترشح غداة نهاية الحرب إلى مسابقة توظيف أساتذة الآداب، ليعود إلى الجزائرسنة .1947

- وخلال هذه المرحلة، كان مولود معمري مدرسا بالمدية، ثم ببن عكنون بالعاصمة، فكانت مرحلة هامة لوضع أولى اللبنات لروايته الأولى ''الهضبة المنسية'' التي صدرت العام ,1952 وهو العمل الأدبي الذي ارتقى بالكاتب إلى مصف العظماء، وقد نالت إعجاب كبار الكتاب آنذاك، حيث تمنى الأديب (طه حسين) أن تكون كتبت بالعربية ليطلع عليها القراء العرب لما تحمله من قيم جمالية وفنية رائعة·

- وفي العام 1955 أصدر الكاتب عملا روائيا جديدا بعنوان ''نوم العادل '' فأخذت شهرته تكتسح الأصقاع وازداد الطلب على روايتيه لما تحملانه من بعد إنساني حضاري يرتبط ارتباطا وثيقا بالإرث الثقافي للقبائل.

- كان الروائي مناضلا ثقافيا أسس للسانيات الأمازيغية وأنجز عملا كبيرا في النحو الأمازيغي أسماه '' تـاجرومـت '' وهو ما نعني به القواعـد·

- ومع تسارع الأحداث، تفطنت الإدارة الفرنسية لأمر الكاتب فقررت ملاحقته واستهدافه، وقد كان كاتبا فذا ينبذ الإستعمار ويتغنى بالسلم والحرية، فكان عليه أن يغادر الجزائر وهو ما كان فعلا حين اتجه إلى مدينة الرباط سنة,1957 وكانت تلك محطة هامة لإنجاز دراسات تتناول اللسانيات الأمازيغية في سياق أكاديمي منسق، زادته ثراءا احتكاك الكاتب بأمازيغ المغرب، وهو ما أسس لأولى المحاولات لتأسيس قاموس أمازيغي موحد بين دول المغرب الكبير·

غداة الاستقلال عاد الروائي مجددا إلى الجزائر، وأصدر في العام 1965 رائعة ''الأفيون والعصا''

- وخلال المرحلة الممتدة ما بين 1965 و 1972 أشرف على تدريس اللـغة الأمازيغية بالجامعة في إطار خلية الإتنوبولـوجيا التي كان يشرف عليها، غير أنه منع في العديد من المرات من إلقاء دروس خاصة بهذه اللغة، وكان يجبر على الحصول على ترخيص لإلقاء تلك الدروس، وامتد الأمر كذلك إلى غاية سنة ,1973 حيث تقرر خلالها حذف وحدة الإتنولوجيا من المقرر على أساس تصنيفها ضمن الوحدات الموروثة عن الإستعمار·

- إن روايات معمري تختلف اختلافا جذريا عن الأعمال الأدبية التي كتبت بالفرنسية منذ بداية القرن العشرين، ولقد اتضح منذ البداية أنه مشروع روائي يوازي فكر الأدباء الذين انصهروا في سياسة الاندماج والمثاقفة من قبل، وتبين جليا أن رواياته لم تكن إلا دعوة صريحة إلى أدب وطني أصيل.

- في سنة 1965 جمع الكاتب ونشر مجموعة قصائد الشاعر ''سي محـند أومـحـند''، فساهم بذلك في ضع لبنة أخرى في سياق الحفاظ على التراث الشفوي للشاعر بعد تلك التي قام الكاتب مولود فرعون· وخلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1969 و 1980، أشرف ''الـدّا المولود'' على رئاسة المركز الوطني للأبحاث الأنتروبولوجية والدراسات ما قبل التاريخ والإتنولوجيا، حيث أصدر مجلة ليبيكا التي اتسمت بدراساتها ذات الطابع العلمي، كما نشر سنة 1973 مجموعة قصصية موسومة'' موظف البنك'' والتي تضمنت أيضا مقالات سبق وأن نشرها من قبل·

الـــــــربـيــــع الأمـــازيـــــــغــــــــــي:

- في سنة 1980 تلقى الكاتب دعوة إلى إلقاء محاضرة بجامعة تيزي وزو بعنوان''الأدب الشعبي القبائلي'' غير أن السلطات الولائية قررت يوم 10 مارس 1980 إلغاء المحاضرة، مما ألهب الأجواء الطلابية وتسارعت الأحداث فولدت مواجهات مؤسفة يوم 20 أفريل ,1980 وهي الأحداث التي أصبحت تسمى بـ ''الربيع الأمازيغي ''· وفي نفس العام، لم تتوقف آلة الكاتب من تلفظ ما كانت تدونه من أعمال أدبية، حيث أقدم على تجربة نشر ما جادت قريحته من شعر، فكان ديوان ''أشـعار القبيلة ''مولودا أدبيا مميزا في تلك السنة·

- وفي سنة 1982 يعود ''الـدا المولود'' إلى العمل الروائي فينشر روايته الرابعة الموسومة ''العـبور''.

- وفي نفس السنة، أسس بباريس مركز الدراسات والأبحاث
الأمازيغية، وكذا أنشأ مجلة '' أوال '' التي تعني الكلمة·

- وفي العام ,1988 كرم مولود معمري بالدكتوراه الفخرية منحتها له جامعة السوربون نظير ما قدمه من أعمال أدبية إنسانية خالدة·

ســـــــاعـــة الـــرحــــيــــــــل:

-كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلا وبضعة دقائق من ليلة 26 فيفري 1989، كان مولود معمري يهم بالخروج من مدينة عين الدفلى· كان الليل دامسا، ولا ضياء في الأفـق··· انعطفت سيارة الكاتب (بيجو 205) في منعرج خطير··· تقابلها شاحنة متوقفة في الطريق، وأضوائها منطفئة، وحتى مثلث الخطر للشاحنات كان غائبا عن قارعة الطريق··

- حينما همّ مولود معمري بتفادي الشاحنة المتوقفة، أدار المقود إلى اليسار··· ولسوء الحظ، تنبعث الأضواء الوهاجة من سيارة قادمة بأقصى سرعة من الجهة المعاكسة··· الكاتب يجد نفسه مجبرا على تفادي السيارة، يدير بسرعة مقود السيارة إلى أقصى اليسار··· فتحدث الفاجعة ··· تنحدر السيارة في منحدر، فتصدم بشجرة ثابتة· بعد 20 دقيقة من الإسعافات (حسب رواية الطبيب المناوب)، ينقل الكاتب في سيارة إسعاف إلى استعجالات مستشفى عين الدفلى (أقرب مستشفى)، كان مجهزا بالوسائل الطبية ولكن من غير طبيب جراح في ذلك الحين· كانت الدماء تتطاير من كل أنحاء جسم الكاتب، لقد فقد كميات كبيرة من الدم· وبعـد حوالي ساعة من الزمن بعد دخوله مستشفى عن الدفلى، تصل الروح إلى بارئها، ويرحل الكاتب···

- كانت وثائق الهوية (جواز السفر ورخصة السياقة) تحملان اسم: مـحـمد معمـري، ولا أحد من الطاقم الطبي تعرف على الكاتب· لقد اتصل أعضاء الطاقم بالشرطة وطالبوا بالاتصال بعنوان عائلة المتوفي كما ورد في رخصة السياقة: شارع سفينجة - بلدية الأبيار - الجزائر·

- وفي حدود الساعة الثامنة صباحا، وصل الدكتور عـمار خريـص (دكتور على صلة وطيدة بالثقافة) ورئيس مصلحة طب الأطفال، إلى المستشفى وتم إخطاره بوجود جثة سائق سيارة في مصلحة حفظ الجثث، ونقل أعضاء الطاقم له الحكاية عن آخرها···
وعندما تقدم الدكتور إلى الجثة تعرف بسرعة على الكـاتب، إلتفت خلفه، ففاجأ زملاؤه بصوت قوي:

'' إنـه الكـاتب مـولـود معـمري''، ليصاب الحضور بذهول غريب···
كان الدكتور خريص في غاية التأثر والأسى، لقد اتصل بجميع أصدقائه، من العطاف (منطقته الأصلية)، عين الدفلى، الجـزائر، تيزي وزو···(إلخ) إلى غاية الساعة التاسعة وعشر دقائق، استطاع أخيرا أن يتحدث مع ابنة الكاتب معمري عن طريق الهاتف···
لقد تلعثمت الكلمات قي لسانه، غير أنه بادر أخيرا وأنبأها بالفاجعة···

- وفي حدود الساعة الثانية زوالا من يوم 27 فيفري 1989، كانت جثة الفقيد قد وصلت أمام عتبة بيته بشارع سفينجة بالجزائر· وفي نهار الغد، ينقل النعـش إلى موطنه الأصلي بقرية تاوريرت ميمون، ويدفن الفقيد في جو جنائزي رهيب·

آخــــر تصريح لمـولود مـعـمـري:

قبل يومين من رحيل الكاتب مولود معمري، أجرت مجلة ''LE MATIN du Sahara' - صباح الصحراء - (الصادرة بالمغرب) حوارا صريحا مع ''الـدا المـولود '' وكان الحوار مركزا عن إشكالية خصائص وعولمة الأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية، وخلال الحوار كانت إجابات الكاتب تفاؤلية نوستالجية أحيانا نلمس فيها الكثير من القراءات، لقد كان إنسانيا في إجاباته ومجايلا لكتاب عصره من الشباب· وخلال الحوار، طرح عليه سؤال عن رأيه في الكتاب الشباب الذين بدأوا يغزون الساحة الأدبية برواياتهم، وهل يشعر بأن له مكان في الرواية الجديدة أم لا، كان جوابه صريحا متينا من غير أية عقدة، وليتأمل القارئ سعة صدر الكاتب وعدم إحساسه بأي غرور أو عقدة الشباب، بقدر ما هي قيمة إنسانية نتمنى ألا يفتقدها المثقف الجزائري في كل الأحوال:

'' أؤكد بأنني لا أطمح إلى أية عامة في هذه الروايات الجديدة، بل أنا راض كل الرضا عن النوع الجديد من الكتابة الذي أصبح يتميز به أولئك الشباب كما أن لهم نظرة جديدة في التفكير تتوافق ووقتنا المعاصر، وعليه لا بد أن يتجسد ذلك في كتاباتهم''·
وفي سؤال عن عما إذا كان لا يزال في تواصل مع كتابة الرواية أو العمل المسرحي، أجاب معمري حرفيا:
''بالطبع، أشتغل حاليا على رواية وثالث عمل مسرحي، وأتمنى أن أعكف على الكتابة الإبداعية إلى آخر أيامي''·

قـصـة مـؤثــــرة:

- وفي آخر الحوار، ذكر الصحافي حكاية مؤثرة وقعت أثناء الحوار، حيث طلب من مولود معمري أن يعطيه قلمه حتى يتمكن من كتابة عنوانه بالجزائر· وفعلا قدم معمري سيالته للصحافي المغربي، وشرع الأخير قي كتابة العنوان، وفجأة توقف القلم عن الكتابة، فاستفسره الصحافي:

''ولكن لا وجود للحبر في قلمك''؟· فأجابه الكاتب مازحا:

''أظنه مـات···'' وما إن بادر بالجواب حتى انفجر الصحافي ضاحكا، ثم ترجاه أن يمكث أياما إضافية في مدينة وجدة إلا أن جواب مولود معمري كان صارما:

''لا، لا أستطيع· لدي موعـد هـام ينتظرني'' وكانت تلك آخر مرة يلتقي الصحافي بالكاتب·

كان ذلك موعد مع الموت·· وكان موعد لا لقاء فيه من بعد···
إعـداد وترجمـة : حـمزة عـماروش

الجمعة، 31 يناير 2014






عبد الغني حساين.. 80 سنة من مدينة #تلمسان
مؤلف ومربي ومترجم
عمل مترجماً في #السعودية لصالح مؤسسة الحرمين الشريفين الخيرية

مؤلفاته:
1-”إيضاح وتبسيط أسباب نزول القرآن الكريم”،
2-”الشعوب المعاصرة لسيد الخلق محمد صلى اللّه عليه وسلم وحضارتها”،
3-”هذا ما عاصره ملوك آل سعود ما بين 1726/1953”،
4-”الأسس الضرورية لقواعد اللغة العربية”،
5-”أبو عبيدة ابن الجراح رضي اللّه عنه”،
6-”نظرة سريعة في الكتاب المقدس”،
7-«أمهات المؤمنين”،

وترجم إلى الفرنسية الكتب التالية:
1- ”توحيد المملكة العربية السعودية” للمرحوم الشيخ محمد المانع،
2-”تاريخ الحرمين الشريفين” لرئاسة الحرمين الشريفين،
3-”وصف الحج والعمرة”،
4-”شرح الصدور” للإمام الشوكاني،
5-”الأمة الوسط والمنهاج النبوي في الدعوة إلى اللّه” للدكتور عبد اللّه بن عبد المحسن التركي،
6-”هل بشّر الكتاب المقدّس بمحمد صلى اللّه عليه وسلم”،
7-”هل العهد الجديد كلمة اللّه”،
8-”هل اللّه واحد أم ثلاثة” للدكتور محمود السقار،
9-”دلائل الإسلام” للدكتور أحمد بن سعدان الغامدي.. وغيرها من الكتب والمخطوطات المترجمة بقلم الأستاذ عبد الغني حساين،

منقول عن جريدة الخبر
عدد يوم الجمعة 31 جانفي 2014